وقعدوا في بيوتهم، {مَا قُتِلُوا قُلْ} لهم يا محمد، {فَادْرَءُوا} أي: فادفعوا، {عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. إن الحذر لا يغني عن القدر (١).
قال بعضهم: نزلت هذِه الآية في شهداء بدر، وكانوا أربعة عشر رجلا: ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين (٢).
وقال الآخرون: نزلت في شهداء أحد، وكانوا سبعين رجلًا: أربعة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، (وعثمان بن شماس)(٣)، وعبد الله بن جحش، وسائرهم من الأنصار (٤).
(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ١٣٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١١٦ - ١١٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٤٩٩. (٢) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ١٧٤ - ١٧٥، عن الربيع بن أنس البكري قال: ذكر لنا عن بعضهم في قوله {وَلَا تَحْسَبَنَّ} الآية: هم قتلى بدر وأحد، وإسناده مرسل، وذكر القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ١٧٢ وابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٦/ ٤٧ عن بعضهم بلفظ الثعلبي. (٣) هكذا وردت في جميع النسخ (عثمان بن شماس) والصواب: الشماس بن عثمان قتل يوم أحد شهيدًا. انظر: "أسد الغابة" لابن الأثير ٢/ ٦٣٨، "الإصابة" لابن حجر ٣/ ٢٨٨. (٤) أخرج ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨١٢، وسعيد بن منصور في "السنن" ٣/ ١١٠٣ (٥٣٨) عن أبي الضحى نحوه، وإسناده مرسل.