قال بعضهم: ومعناه: ذلك العذاب بأنَّ الله نزَّل الكتاب بالحق فاختلفوا فيه. وحينئذ يكون:{ذَلِكَ} في محل الرفع.
وقال بعضهم:(محله نصب)(١)، معناه: فعلنا ذلك بهم بأنَّ الله -أو: لأنَّ الله- نزَّل الكتاب بالحق فاختلفوا فيه وكفروا به، فنزع حرف الصفة.
وقال الأخفش: خبر ذلك مضمر، معناه: ذلك معلوم لهم بأنَّ الله نزَّل الكتاب بالحق (٢).
وقال بعضهم: معناه: ذلك، أي: فعلهم الذي يفعلون من الكفر والاختلاف والاجتراء على الله، من أَجل أنَّ الله نزل الكتاب بالحق، وتنزيله الكتاب بالحق هو إخباره عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (٣)(٤).
{وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ} فآمنوا ببعض وكفروا ببعض، {لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} أي: لفي خلاف وضلال طويل (٥).
(١) في (ت): يكون ذلك في محل النصب. (٢) "معاني القرآن" ١/ ١٦٦. (٣) البقرة: ٦ - ٧. (٤) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢/ ٩٢، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٨٥، "مفاتيح الغيب" للرازي ٥/ ٢٨ - ٢٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٦٦٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٢٤٤. (٥) كُتب بعد هذا: تمَّ الجزء الأول بحمد الله وعونه، وحسن توفيقه ومنِّه، وذلك =