قرأ ابن السميفع:(لاقوا)(١) يعني: منافقي اليهود (٢). {الَّذِينَ آمَنُوا} أبا بكر وأصحابه - رضي الله عنهم - من المؤمنين {قَالُواْ آمَنَّا} كإيمانكم، وشهدنا أنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - صادقٌ نجدُه في كتابنا بنعته وصفته. {وَإِذَا خَلَا} أي: رجع {بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} كعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، ووهب بن يهوذا، وغيرهم من رؤساء اليهود (٣) لاموهم على ذلك {قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُمْ} أي: أتخبرون أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - {بِمَا فتَحَ اللَّهُ عَليَكُمْ} قال الكلبي: بما قضى الله عليكم في كتابكم أنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - حق، وقوله صدق (٤). ومنه قيل للقاضي: الفتَّاح (٥).
وقال الكسائي: بما بيَّنه الله عليكم (٦).
= أو بعض أهل الكتاب. وحكى ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٠٣ عن الترمذي صاحب "نوادر الأصول" أنَّه أنكر هذا القول إنكارًا شديدًا، وقال: إنَّما خُصَّ موسى بالكلام وحده، وإلا فأي ميزة؟ ! وجعل هذا من الأحاديث التي رواها الكلبي وكان كذابًا. (١) "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٣٩. (٢) ساقطة من (ت). (٣) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١١٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٦٨. (٤) ذكره عنه الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٦٦، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٤٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١١٣، ولم ينسبه. (٥) "جامع البيان" للطبري ٢/ ٣٧٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٣. (٦) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٦٦، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١١٣. وانظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٤٠.