كانوا عظماء من أهل النار جبّارين {يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ} في الدنيا من المال والولد {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} عن الإيمان.
قال الكلبي: إنهم ينادون وهم على السور: يا وليد بن المغيرة، ويا أبا جهل بن هشام ويا فلان، ثمّ ينظرون إلى الجنّة فيرون فيها الضعفاء والفقراء والمساكين ممن كانوا يستهزئون بهم مثل: سلمان، وصهيب، وخبّاب وأشباههم فينادونهم.
٤٩ - {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ}
حلفتم وأنتم في الدنيا {لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ} يعني الجنّة، ثمّ يقال لأصحاب الأعراف {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ}(٢)، وقال مقاتل: أقسم أهل النار أن أصحاب الأعراف لا يدخلون الجنّة بل يدخلون النار معهم، فقالت الملائكة الذين (٣) حبسوا أصحاب الاعراف على الصراط: هؤلاء يعني أصحاب الأعراف،
(١) من (ت) وفي حاشية (س). (٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٢٣٣ عنه، والسمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ٥٤٤ ولم ينسبه. (٣) في الأصل (للذين)، وما أثبته من (ت).