وقال قطربٌ معناه: ولا في السماء لو كنتم (١) فيها كقولك: ما يفوتني فلان بالبصرة ولا هاهنا في بلدي وهو معك في البلد؛ أي: ولا بالبصرة لو صار إليها (٢)، {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}(٣).
فاعترض سبحانه بهذِه الآيات تذكيرًا وتحذيرًا لأهل مكة، ثم عاد إلى قصة إبراهيم عليه السَّلام فقال عز من قائل:
٢٤ - {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}
قراءة العامة (٤) بنصب الباء على خبر كان و (أن قالوا) في محل الرفع على اسم كان (٥)، وقرأ سالم الأفطس:{وجوابُ} رفعًا
(١) كذا في (س)، (ح) وهو الصواب، وفي الأصل: كنت. (٢) نسبه لقطرب القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٣٣٧. (٣) في هامش (س) ورد التالي: من ولي يمنعكم مني ولا نصير ينصركم من عدائي، قاله ابن عباس - رضي الله عنه - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ} والبعث بعد الموت أولئك يئسوا من رحمتي، يعني: من جنتي، قاله ابن عباس والكلبي ومقاتل. بسيط. انظر: "تفسير البسيط". (٤) وهم جميع القراء. (٥) أي: بالنصب (جَوَابَ قَوْمِهِ) والاسم هو ما بعد (إِلَّا) أي: إلا قولهم، والقراءة متواترة. انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٦٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ١٤٧، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (٣٣٨)، "معجم القراءات" للخطيب ٧/ ٩٩.