وقيل للحسين بن الفضل: هل تجد في القرآن من جهل شيئًا عاداه؟ قال: نعم، موضعين؛ قوله:{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ}، وقوله:{وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ}(٢)(٣).
{كَذَلِكَ كَذَّبَ}؛ أي كما كذّب هؤلاء المشركون بالقرآن؛ كذلك كذب {الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} من كفّار الأمم الخالية {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} آخر أمر المشركين بالهلاك والعذاب.
٤٠ - قوله تعالى:{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ}
أي ومن قومك من سيؤمن بالقرآن {وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ} لعلم الله سبحانه السابق فيهم {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ} الذين لا يؤمنون.
٤١ - قوله تعالى:{وَإِنْ كَذَّبُوكَ}
يا محمد {فَقُلْ لِي عَمَلِي} الإيمان {وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ} الشرك {أَنْتُمْ
(١) ذكر هذا المعنى الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١١٨، والماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٤٣٦، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ١٢١. (٢) الأحقاف: ١١. (٣) ساق السيوطي في "الإتقان" ٥/ ١٩٣٩ في مبحث (أمثال القرآن) طرفًا من أسئلة إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم للحسين بن الفضل حول استنباط الأمثال من القرآن، وعدّ هذا منها. وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٣٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٤٥. وذكر ابن الجوزي أيضًا في "زاد المسير" ٤/ ٣٣ عن ابن عيينة مثله.