يجوز أن يكون الجزاء مرفوعًا بإضمارٍ، أي: لهم جزاء؛ كقوله {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ}(٢)، أي فعليه ذلك، ويجوز أن يكون مرفوعًا بالباء (٣) في قوله بمثلها (٤)، وبجوز أن يكون ابتداء وخبره بمثلها؛ أي: مثلها، والباء فيه زيادة، كقولهم: بحسبك قول السوء (٥).
{وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ} من عذاب الله {مِنْ عَاصِمٍ}؛ أي:
(١) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٤٩ لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والدارقطني. وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٢/ ٣٠٦ (٣٥٩٦٤)، والطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٠٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٤٦ من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي ... به. (٢) البقرة: ١٩٦. (٣) في الأصل: في الباء، والمثبت من (ت). (٤) ذكر هذين الوجهين الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٦١، وعنه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٠٩، والواحدي في "البسيط" وقد بسط الكلام في إعرابها. قال الفراء: (والأول أعجب إليّ). ورجحه الطبري أيضًا. (٥) حكاه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٠٩ عن بعض نحويِّ البصرة. وانظر أيضًا إعراب القرآن للهمداني ٢/ ٥٥٣، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ١٨٤ - ١٨٦.