مانع، و (من) صلة {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ} ألبست (١){وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا} أكثر القراء على فتح الطاء، وهو جمع قطعة، ويكون مظلمًا على هذِه القراءة نصبًا على الحال والقطع، دون النعت؛ كأنه أراد: قطعًا من الليل المظلم، فلما حذف الألف واللام نصب.
ويجوز أن يكون على توسط الكلام (٢)، كقول الشاعر (٣):
لو أن مَدْحَةَ حي مُنْشِرًا أحدً
وقرأ أبو جعفر وابن كثير والكسائي (قطْعًا) ساكنة الطاء (٤)، أي بعضًا؛ كقوله {بِقِطَعٍ مِنَ اللَّيْلِ}(٥) اعتبارًا بقراءة أبيّ: (كأنما يغشى وجوههم قطعٌ من الليل مظلمًا)(٦). {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
(١) انظر "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٦٠٧). (٢) ذكرهما الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١١٠، والأول في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٦٢. (٣) البيت لأبي ذؤيب في "ديوانه" (ص ١١٣)، "جامع البيان" للطبري ١١/ ١١٠، ورواية الديوان: لو كان مدحة حيٍّ أنشرت أحدًا ... أحيا أبوَّتك الشمّ الأماديح قال الأستاذ محمود شاكر ١٥/ ٧٧: وهذا -أي رواية البيت في الديوان- لا شاهد فيه. (٤) انظر القراءتين في "السبعة" لابن مجاهد (ص ٣٢٥)، "التيسير" للداني (ص ١٢١)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران (ص ٢٠٠). (٥) هود: ٨١. (٦) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦١)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١١٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١٥٢.