في التوراة، {وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} مثل المآكل التي كانوا يصيبونها من عوامهم، وما كانوا يأخذونها في أثمان كتبهم التي كتبوها، وقالوا: هذه من عند الله، وما كانوا يأخذون من الرشا في الحكم، كقوله تعالى:{وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}(١) عاقبناهم بأن حرمنا عليهم طيبات (أُحلت لهم)(٢)، فكانوا كلما ارتكبوا كبيرة حرم الله عليهم شيئًا من الطيبات، التي كانت لهم حلالًا (٣)، يدل عليه قوله تعالى:{وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} إلى قوله: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ}(٤)، وقوله:{وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ} الآية (٥).
نكتة: قال لهم {حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ}، وقال لنا:{وَيُحِلُ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ}(٦)، وقال سبحانه:{فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكَمُ اللهُ حَلَلًا طَيِّبًا}(٧) فلم يحرم علينا شيئًا بذنوبنا، فكما أمننا من تحريم الطيبات التي ذكر في هذه الآية نرجو أن يؤمننا في الآخرة من العذاب الأليم، الَّذي قال:{وَأَعْتَذنَا لِلْكَافِرينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيْمًا} لأنه
(١) المائدة: ٦٢. (٢) من (م). (٣) في (م): شيئًا طيبًا مما كان. (٤) الأنعام: ١٤٦. (٥) النحل: ١١٨. (٦) الأعراف: ١٥٧. (٧) النحل: ١١٤.