قال الله تعالى:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ}(١)، ومعنى الآية: فما اختلفوا في محمد - صلى الله عليه وسلم - حتَّى جاءهم معلومهم وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم كانوا يعلمونه قبل خروجه (٢).
قد أكثر العلماء في تأويل هذِه الآية: فقال مقاتل: قالت كفّار مكة: إنما يُلقي هذا الوحي على لسان محمد شيطان يقال له: (الرسّ)(٣)، فأنزل الله تعالى:{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ}؛ يعني القرآن {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} فيخبرونك أنك مكتوب عندهم في التوراة رسولًا نبيًّا.
وقيل: الخطاب للرسول عليه السلام والمراد به غيره من الشاكّين؛ على مذهب العرب في خطابهم الرجل بالشيء ويريدون به غيره؛ كقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}(٤) الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد به المؤمنون، يدل عليه قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}(٥) ولم يقل: تَعْمَل (٦).