أن آمنا، وقد أخبر الله سبحانه عن خليله عليه السلام في الاستغفار لأبيه في سورة التوبة (١){وَلِلْمُؤْمِنِينَ} هو كلهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: من أُمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (٢){يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} أي يبدو ويظهر، قال أهل المعاني أراد: يوم يقوم الناس للحساب، فاكتفى بذكر الحساب عن ذكر الناس إذ كان مفهومًا معناه.
قال ميمون بن مهران: هذا (٣) وعيد للظالم وتعزية للمظلوم {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ} يمهلهم ويؤخر عذابهم، وقراءة العامة بالياء واختاره أبو عبيد، وأبو حاتم لقوله {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ} وقرأ (الحسن
= من حديث ابن لهيعة، ثم أخرج في أبواب التفسير، ومن سورة المؤمنون (٣٢٤٧) حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - مرفوعًا بلفظ: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ ... الآية وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد رواه منصور والأعمش عن ذر، "تحفة الأحوذي" ٩/ ٣١١ - ٣١٢، وأيضًا رواه أحمد أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة، فالصحيح بهذا اللفظ: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ .... (١) في قوله تعالى {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤)} [التوبة: ١١٤]. (٢) هكذا ذكر القرطبي هذا القول بدون الإسناد في "الجامع لأحكام القرآن" ٩/ ٣٧٥، وذكر ابن أبي حاتم عن الشعبي أنه قال: ما يسرني بنصيبي من دعوة نوح وإبراهيم عليهما السلام للمؤمنين والمؤمنات حمر النعم، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٥٠، (١٢٢٩٨). (٣) في (م): هذِه، وعند الطبري: هي.