قال عبد الله بن العلاء (١): سُئل سفيان بن عيينة، هل حُرِّمت الصدقة على أحد من الأنبياء سوى نبينا؛ فقال سفيان: ألم تسمع قوله: {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} أراهم سفيان أن الصدقة كانت لهم حلالًا، وإنَّها حُرِّمت على نبينا - صلى الله عليه وسلم - (٢).
ويروى أن الحسن البصري سمع رجلًا يقول: اللهم تصدق عليَّ!
فقال: يا هذا، إن الله لا يتصدق؛ وإنما يتصدق من يبغي (٣) الثواب، قل: اللهم أعطني أو تفضل عليَّ! (٤)
فقال ابن إسحاق: ذُكر لي أنهم لما كلموه هذا الكلام، غلبته نفسه، وأدركته الرقة، فارفض دمعه ساكبًا، ثم باح لهم بالذي كان يكتم فقال:{هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ} الآية (٥).
(١) عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي، أبو زبر، ثقة. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢٤٢، وانظر: "تفسير ابن حبيب" (١٢٦ أ)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٧٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٧٢. وأخرج الطبري في "جامع البيان" عن مجاهد نحوه ١٦/ ٢٤٣. (٣) في (ك): يبتغي. (٤) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١٢٦ أ)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ٢٥٤، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٧٢. (٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢٤٣، وانظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٧٣.