هذا قول ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر العلماء، وقال الحسن: هذا العروج راجع إلى بني آدم، يعني: فظل هؤلاء الكفار فيه يعرجون أي يصعدون، ومنه المعراج، لقالوا إنما سكرت، سُدَّت أبصارنا، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، وقال الحسن: سحرت، وقال قتادة (١): أخذت. وقال الكلبي (٢): أغشيت فيها (٣) وعميت (٤) أبصارنا، وكان أبو عمرو وأبو عبيدة يقولان: هو من سكر الشراب، كأنه قال: أراد غشيت أبصارنا.
قرأ مجاهد وابن كثير: سكرت بالتخفيف، أي حبست ومنعت النظر، كما يسكر النهر ليحبس الماء {بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} سحرنا محمَّد.
أي: قصورًا ومنازل (٥)، وهي كواكب ينزلها الشمس والقمر
(١) أسند الطبري جرير هذِه الأقوال في "جامع البيان" ١٤/ ١٢ إلا أنه أسند إلى الضحاك: سدّت، وإلى ابن عباس رضي الله عنهما: أخذت، وإلى قتادة: سحرت. (٢) أسند الطبري قوله هذا: وأولى هذِه الأقوال بالصواب عندي قول من قال: معنى ذلك: أخذت أبصارنا وسحرت فلا تبصر الشيء على ما هو، وذهب حد أبصارها وانطفأ نوره. "جامع البيان" ١٤/ ١٣. (٣) من (م). (٤) ساقطة من (م). (٥) ذكر ابن أبي حاتم عن عطية أنه قال: قصور في السماء فيها الحرس، وعن أبي صالح أنه قال: الكواكب العظام. وعن مجاهد وقتادة أنهما قالا: الكواكب، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٥٩.