كنت في الصلاح مثل المتقي فإنِّي أعوذ بالرحمن منك، كيف يكون رجل أجنبي وامرأة أجنبية في حجاب واحد (١).
١٩ - قوله عز وجل {قَالَ}
فقال لها جبريل عليه السلام:{إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ} أي: ويقول لأهب لك، وقرأ أبو عمرو (ونافع في رواية وكذلك عن قالون)(٢)(ليَهَبَ بالياء)(٣){غُلَامًا زَكِيًّا} ولدًا صالحًا تقيًا.
ولم يقربني آدمي، يعني: زوجًا (٤){وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} فاجرة، وإنما حذف الهاء لأنه مصروف عن وجهه (٥).
(١) قال ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ١٥٣: حكي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وعزا ذكره لابن الأنباري، والماوردي، وليس هو في "تفسيره". وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٩١ وعزاه للمصنف. (٢) زيادة من (ب). (٣) "التيسير" للداني (ص ١٢٠)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٢٤٣) "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٤٢٤. (٤) في الأصل: زوج. (٥) بيّن ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ١٥٣ معنى ذلك، فقال: وقال غيره: إنما لم يقل: بغية لأنه مصروف عن وجهه، فهو فعيل، بمعنى فاعل. وذكر أن ابن الأنباري قال: لم يقل بغية لأنه وصف يغلب على النساء فقلما تقول العرب: رجل بغّي فيجري مجرى حائض، وعاقر، والذي في البيان لابن الأنباري حاصل هذا التوجيه لكن ليس باللفظ نفسه. انظر: "البيان في غريب إعراب القرآن"، لابن الأنباري ٢/ ١٢٤.