وقيل: إن الله عَزَّ وَجَلَّ اشترط القَبْلَ؛ لأنه جل ذكره أراد أن يخلق بعده من هو أفضل منه وهو محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (٢).
وقيل: إن الله تعالى لم يرد بهذا القول جمع الفضائل كلها ليحيى عليه السلام، وإنما أراد في بعضها؛ لأن الخليل والكليم عليهما السلام كانا قبله، وكانا أفضل منه (٣).
٨ - قوله عَزَّ وَجَلَّ:{قَالَ رَبِّ أَنَّى}
من أين {يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي: وامرأتي عاقر، كقوله {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} أي: من هو في المهد صبيًا {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أي: يبسًا (٤).
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٣٩٩. والعواقر كما في "لسان العرب" لابن منظور و"معجم مقاييس اللغة" لابن فارس: النساء اللاتي لا يلدن، فلعله مما عكس من الكلام كما يقال: للديغ سليم، والله أعلم. (٢) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٨٣. (٣) "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٢٢٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٨٣، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ١٨٣. (٤) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٢٧٢)، "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٥١، "الكشاف" للزمخشري ٢/ ٤٠٦ وقال: عتيًا، وهو اليُبس والجساوة في المفاصل، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٨٣ وقال: يعني: النهاية في الكبر واليبس والجفاف. "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٢٢٠. والمعنى: أنَّه بلغ سنًّا عالية، كما في "إيجاز البيان" للنيسابوري ٢/ ٢١.