فالجواب عنه: أنَّ الله تعالى وصف هؤلاء النبيين بالإسلام لا على أنَّ غيرهم من النبيين لم يكونوا مسلمين، وهذا كقوله سبحانه لمحمد:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ}(١) لا على أن غيره من الأنبياء لم يؤمنوا بالله وكلماته.
وقيل: لم يرد به الإسلام الذي هو ضد الكفر، وإنَّما المراد به: الذين انقادوا لحكم الله فلم يكتموه، كما كتم هؤلاء (٢)، يعرِّض بأهل الكتاب، وهذا كقوله تعالى:{وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(٣)، وقال زيد بن عمرو بن نفيل (٤):
(١) الأعراف: ١٥٨. (٢) في (ت): أهل الكتاب. (٣) آل عمران: ٨٣. (٤) العدوي، كان ممن تحنَّف في الجاهلية، وهجر ما كان عليه المشركون من عبادة الأصنام، ووأد البنات، وكان يقول: يا معشر قريش! والذي نفسي بيده! ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري. مات قبل البعثة بخمس سنوات. انظر: ، السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ٢٤٤، "الإصابة" لابن حجر ٤/ ٦١، "بلوغ الأرب" للألوسي ٢/ ٤٧.