الذي ذكرنا وبيَّنا {مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} مطرودًا مبعدًا من كل خير، والمراد به غيره.
قال الكلبي (١): وهذِه الثمان عشرة آية كانت في ألواح موسى عليه السلام، وهي عشر آيات في التوراة.
٤٠ - قوله عز وجل:{أَفَأَصْفَاكُمْ}
اختاركم (٢) واختصكم {رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا} يخاطب مشركي مكة (٣) حيث قالوا: إن (٤) الملائكة بنات الله.
٤١ - قوله عز وجل:{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا}
قراءة العامة بالتشديد على التكثير، قرأ الحسن:(صرفنا)
(١) ذكر الزمخشري نحوه في "الكشاف" ٢/ ٣٦١ تعليقًا فقال: وعن ابن عباس - رضي الله عنهما-: هذِه الثماني عشرة آية كانت في ألواح أولها {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} قال الله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً} وهي عشرآيات في التوراة، ولكن استنكف البغوي والقرطبي عن ذكر هذِه الرواية، إلا أن الطبري أسند إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من بني إسرائيل ثم تلا: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} "جامع البيان" ١٥/ ١٨٩، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٣٠. (٢) في (أ): اختار لكم. (٣) في (ز): العرب. (٤) من (أ).