(١) وهو من أساليب القرآن المعروفة ويسمى بالالتفات، وأمثلته في القرآن كثيرة، منها قوله تعالى {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (٢١) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} [الإنسان: ٢١، ٢٢] فانتقل من الحكاية عن الغائب في قوله: {وَسَقَاهُمْ} إلى خطاب الحاضر في قوله: {كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (٢٢)}. قال ابن كثير رحمه الله: . . وكذلك هذِه الآية الكريمة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب وهو مناسبة؛ لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله؛ فلهذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)}. "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢١٥. وانظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٣ - ٢٤، "مفاتيح الغيب" للرازي ١/ ٢٥٢، "البسيط" للواحدي ١/ ٣٢٣. (٢) "الكتاب" لسيبويه ١/ ٢٧٩، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ١/ ٤٩، "سر صناعة الإعراب" لابن جني ١/ ٣١٣، "إعراب ثلاثين سورة" لابن خالويه (ص ٢٦). (٣) في (ت): قال. (٤) البيت ذكره في "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٢٨١ (أيا). =