الكسائي، عطفًا على {الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}، يعني: ومن الكفار، وكذلك هي في قراءة أبي بن كعب، وقرأ الباقون بالنصب عطفًا على {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ} يعني: ولا تتخذوا الكفار {أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
قال الكلبي: كان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نادى إلى الصلاة، وقام المسلمون إليها، قالت اليهود: قد قاموا لا قاموا، صلوا لا صلوا، ركعوا لا ركعوا، سجدوا لا سجدوا، على طريق الاستهزاء، وضحكوا، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (١).
وقال السدي: نزلت في رجل من النصارى بالمدينة، كان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله. قال: حرق الكاذب. فدخل خادمه بنار ذات ليلة، وهو قائم، وأهله نيام، فتطايرت منها شرارة في البيت، فاحرقت البيت، واحترق هو وأهله (٢).
= انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني ٢/ ١٦٣، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٥٥. وانظر: في توجيه القراءتين "الحجة" لابن زنجلة (ص ٢٣٠)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ١/ ٤١٣. (١) أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٦/ ٢٧٥، وذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٠٢) والكلبي، متهم بالكذب، ورمي بالرفض. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٩١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١١٦٣.