بالقرآن فبيَّن لهم ضلالهم (١) وجهالتهم، ودعاهم إلى الإيمان. وقال ابن كيسان معناه: لم يكن هؤلاء الكفار تاركين صفة محمد -صلى الله عليه وسلم- في كتابهم؛ حتي بُعث، فلما بُعث تفرَّقوا فيه (٢).
ثم فسَّر البينة (٣) فقال:
٢ - {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ}
فأبدل النكرة من المعرفة (٤)، كقوله: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (٥).
{يَتْلُو} يقرأ {صُحُفًا} كتبًا، {مُطَهَّرَةً} من الباطل (٦).
٣ - {فِيهَا كُتُبٌ} من الله، {قَيِّمَةٌ} مستقيمة عادلة (٧).
٤ - {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا} في أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- فكذَّبوه،
= انظر: "ديوانه" (ص ٣٧) وفي حاشية الديوان: البطانة نقيض الظهارة، والعضب السيف القاطع. (١) في (ب)، (ج): ضلالتهم. (٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٨١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١٤١، وضعَّف هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ١٦/ ٤٨٨ بعدة أمور منها: أن تسمية الافتراق والاختلاف انفكاكًا غير معروف لا يعرف في اللغة له شاهد. (٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٣٤٩. (٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٨٢، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٦٢. (٥) البروج: ١٥ - ١٦. (٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٩٥. (٧) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٣٠٦، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٦٣.