ليس معنى (الكل) العموم كقوله تعالى {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}(١) قوله تعالى {تُدَمِّرُ كُلُّ شَىْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}(٢){فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ} فادخلي طرق ربك (٣){ذُلُلًا} قال بعضهم: الذلل نعت للطريق (٤) ويقال: هي مذللة للنحل (وقال مجاهد: لا يتوعر عليها مكان سلكته، وقال آخرون: الذلل نعت النحل، و)(٥) قال قتادة (٦) وغيره: مطيعة منقادة بالتسخير {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} بيض وأحمر وأصفر {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}.
يروى أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أخي يشتكي بطنه فقال: "اسقه عسلًا" فذهب ثم رجع فقال: إني سقيته فلم يغن عنه شيئًا فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب فاسقه عسلًا" ... ثم رجع ... فقال:"صدق الله وكذب بطن أخيك" فسقاه فبرأ كأنما أنشط من عقال (٧).
(١) تمام الآية {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيْمٌ} [النمل: ٢٣]. (٢) تمام الآية {فَاصْبَحُواْ لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [الأحقاف: ٢٥]. (٣) في (أ): ذلك. (٤) في (أ): الطريق. (٥) سقط من (م). (٦) ذكر الطبري القولين؛ قول مجاهد، وقول قتادة في "جامع البيان" ١٤/ ١٤٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩. (٧) التخريج: أخرجه البخاري في كتاب الطب باب الدواء بالعسل (٥٦٨٤)، ومسلم في كتاب السلام، باب التداوي بسقي العسل (٢٢١٧) من طريق أبي المتوكل، به وليس عنده: لم يغن عنه شيئًا ... ولا الزيادة الأخيرة: كأنما أنشط من عقال.