عذبوا وأوذوا في سبيل الله، نزلت في بلال وصهيب وخباب (بن الأرت)(١) وعمار وعابس وجبير (٢) وأبي جندل بن سهيل أخذهم المشركون بمكة فعذبوهم، وقال قتادة: يعني أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ظلمهم أهل مكة وأخرجوهم من ديارهم حتى لحق منهم طائفة بالحبشة (ثم بوأهم الله تعالى)(٣) المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار الهجرة وجعل لهم أنصارًا من المؤمنين (٤){لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} أنزلهم المدينة وأطعمهم الغنيمة.
يروى (٥) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أعطى الرجل من المهاجرين (عطاءه يقول)(٦): خذ بارك الله فيه، هذا ما وعدك الله في الدنيا، وما ادّخر لك في الآخرة أفضل، ثم تلا هذِه الآية. وقال
(١) من (أ). (٢) في (أ): حبر وهو تصحيف، فهو جبير مولى كثيرة بنت سفيان. (٣) في (أ): بوأهم الله تعالى بها. (٤) أسنده إلى قتادة الطبري في "جامع البيان" ١٤/ ١٠٧، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٢٠. (٥) أسنده الطبري هكذا: حدثني الحارث قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا هشيم عن العوام عمن حدثه أن عمر - رضي الله عنه - كان ... الحديث. "جامع البيان" ١٤/ ١٠٧. وكذا ذكره ابن كثير عن هشيم عن العوام عمن حدثه أن ... "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٨/ ٣١٣. (٦) في (ز): العطاء فقال.