رباح (١)، عن رجل (٢) من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال اطّلع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الباب الَّذي يدخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال:"لا أراكم تضحكون" ثم أدبر حتَّى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى، وقال:"إني لما خرجت جاء جبريل فقال يا محمد (إن الله يقول)(٣) لا تقنط عبادي {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (٥٠)} ". وقال قتادة: بلغنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من (٤) حرام ولو يعلم قدر عذابه لبخع (٥) نفسه في العبادة".
٥١ - قوله عز وجل: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (٥١)}
يعني الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى ليبشروا إبراهيم بالولد
(١) أسلم القرشي مولاهم المكي ثقة، فقيه، فاضل، لكنه كثير الإرسال. (٢) هكذا أسنده الطبري في "جامع البيان" ١٤/ ٣٩، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٨٩، وعندهما: فقال: "ألا أراكم تضحكون؟ ". (٣) سقط من نسخ المخطوط، ومثبت في المراجع السابقة، وفيها: لم تقنط عبادي؟ وقال القرطبي: ولفظ الثعلبي: عن ابن عمر رضي الله عنهما -قال: طلع علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ... فقال: "ما لكم تضحكون لا أراكم تضحكون"، "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٤، والحديث ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وفي "جامع البيان" للطبري عاصم بن عبد الله وهو خطأ. (٤) هكذا في الأصل، وفي "جامع البيان" للطبري ١٤/ ٣٩، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٦٨، وفي "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٨٤، (ز)، (م): عن. (٥) هكذا عند الطبري والبغوي وابن كثير ٨/ ٢٦٦، لكن في (ز)، (م): لنخع، وعند ابن أبي حاتم: لجمع نفسه، وكذلك نقل السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٩٠ ولكن عندهما والطبري والبغوي وابن كثير: بحذف كلمتي (في العبادة).