يا محمَّد على ما تلقى من الأذى. وقيل: على الصلاة. نظيره قوله:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}(١). {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} من أعمالهم. قال ابن عباس: يعني المصلين (٢).
١١٦ - قوله تعالى {فَلَوْلَا كَانَ}
أي: فهلّا كان (٣){مِنَ الْقُرُونِ} التي أَهْلَكْتُهُمْ {مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ} ذوو بقية من دين وعقل {يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ} ومعناه: فلم يكن (٤)، لأنَّ في الاستفهام ضرباً من الجحد {إِلَّا قَلِيلًا} استثناء منقطع (٥){مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ} وهم أتباع الأنبياء وأهل الحق.
{وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ} قال ابن عباس: نُعِّموا (٦).
(١) طه: ١٣٢. (٢) انظر: "البسيط" للواحدي (٩٤ أ)، "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٤٠٦، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١٧٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ١١٣. (٣) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٩٤، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١٧٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ١١٣. (٤) قاله ابن عباس وقتادة، أخرجه عنهما الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٢٨، واختاره الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٢٨، وهو قول الفراء. انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٣. (٥) هذا قول الفراء. انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٣٠، وقول الزجاج. انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٨٣. والمعنى: لكن قليلاً ممن نجينا منهم نهوا عن الفساد. (٦) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١١٤ ب)، "البسيط" للواحدي (٩٤ أ).