فإذا صار إلى آخر منازله {عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} وهو العذق (١) الذي فيه الشماريخ، فإذا قَدُمَ وعَتُقَ يبس وتقوس واصفر فشبه القمر في دقته وصفرته به (٢)، ويقال له أيضًا: الإهان.
بل هما يسيران دائبين، ولكلٍّ حد لا يعدوه ولا يقصر دونه، فإذا جاء سلطان هذا ذهب ذلك، وإذا جاء سلطان ذلك ذهب هذا (٣) فذلك قوله تعالى: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} فإذا اجتمعا وأدرك كل واحد صاحبه قامت القيامة، وذلك قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩)} (٤){وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} يجرون (٥).
المملوء (٦) الموقر (٧) وهو سفينة نوح (٨)، الآباء في السفينة،
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٦ - ٧، عن ابن عباس، ويزيد بن الأصم، ومجاهد. (٢) من (م). (٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢٣، عن قتادة. (٤) القيامة: ٩. (٥) من (م). (٦) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٩، عن ابن عباس. (٧) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٩، عن سعيد بن جبير، وقتادة، وابن عباس، والضحاك. (٨) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٩، عن الضحاك، وقتادة.