وقال أبو العالية: إنّه أكل من لحاء الشجر، فأمره (٢) الله تعالى أن يصوم عشرة أيام من ذي الحجّة، وقال له: أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك، فكانت فتنتهم في العشر التي زادها الله (٣).
١٤٣ - قوله عز وجل-: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا}
أي: للوقت الذي ضربنا له أن نكلمه فيه، والميقات مِفْعَال من الوقت، كالميعاد والميلاد. انقلبت الواو ياءً (٤)، لسكونها، وانكسار ما قبلها (٥). قال المفسّرون (٦): إنّ موسى -عليه السلام- تطهّر، وطهّر ثيابه لميعاد ربه، فلما أتى طور سيناء {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} وناجاه وأدناه، حتّى سمع صريف (٧) القلم، فاستحلى كلامه، واشتاق إلى رؤيته، وطمع
(١) ذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ٥٦٧ (٢) في الأصل: فأمر. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصادر. (٣) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٧٥ عنه. (٤) من (ت) و (س). (٥) انظر: "غريب القرآن" للسجستاني (ص ١٩٧)، "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ١٠٧ (وقت). (٦) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٤٩ - ٥٠ هذِه الأقوال عن السدي، والربيع، وأبي بكر الهذلي وابن إسحاق. (٧) صريف القلم: أَي صوت جَرَيانِه بما يكتُبه. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ١٨٩ (صرف).