{وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} قرأ الأعمش وحمزة والكسائي وخلف بالتاء (١)، وهي قراءة عبد الله وأصحابه (٢)، ورواية حفص عن عاصم (٣)، الباقون (٤) بالياء (٥)، وهي اختيار أبي عبيد، وقال: لأنَّه بين خبرين عن قوم. قال قبله:{عَنْ عِبَادِهِ}، وقال بعده:{وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}(٦).
أي: يطيع الذين آمنوا ربّهم في قول بعضهم. جعل الفعل للّذين آمنوا، وقال الآخرون:(ويستجيب الله الذين آمنوا) جعلوا الإجابة فعل الله تعالى، وهو الأصوب والأعجب إليَّ لأنَّه وقع بين فعلين لله تعالى: الأوَّل قوله: {يُقبَلُ} فهو والثاني {وَيَزِيدُهُمْ}، ومعنى الآية: ويجيبُ اللهُ المؤمنين إذا دعوه، وقيل: معناه ويجيب دعاء المؤمنين بعضهم لبعض.
(١) "السبعة" (ص ٥٨١)، "التيسير" (ص ٤٤٩)، "زاد المسير" ٧/ ٢٨٦ وجميعهم لم يذكروا الأعمش وخلف، "النشر" ٢/ ٣٦٧. (٢) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٣، "إعراب القراءات" لابن خالويه ٢/ ٢٨٣، "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٥، "الجامع" للقرطبي ١٦/ ٢٦. (٣) انظر: "السبعة" (ص ٥٨١)، "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٥، "زاد المسير" ٧/ ٢٨٦. (٤) في (م): (غيرهم). وفي (ت): (وقرأ غيرهم). (٥) هم: ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وأبو عمرو، انظر: "السبعة" (ص ٥٨١)، "التيسير" (ص ٤٤٩)، "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٥، وزاد نسبتها للأعرج وأبي جعفر والجحدري وقتادة، "الإتحاف" (ص ٤٩٢). (٦) "الجامع" للقرطبي ١٦/ ٢٦ وزاد أنها من اختيار أبي حاتم.