فقال الله عزَّ وجلَّ تكذيبا لهم {قُلْ} يا محمد {أَتَّخَذْتُمْ} ألف الاستفهام دخلت على ألف الوصل {عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا} هو أي: موثقًا ألا يعذبكم إلا هذِه المدة {فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ}(أي: وعده)(١). وقال ابن مسعود: بالتوحيد (٢)، يدل عليه قوله تعالى:{إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}(٣) يعني: قال: لا إله إلا الله مخلصًا.
{أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ثم قال تعالى:
٨١ - {بَلَى}
و(بل) و (بلى) حرفا استدراك، ولهما معنيان: نفي الخبر الماضي وإثبات الخبر المستقبل.
قال الكسائي: الفرق بين بلى ونعم: أنَّ بلى إقرار بعد جحد، ونعم جواب استفهام بغير (٤) جحد، فإذا قال لك: ألستَ فعلتَ كذا؟ فتقول: بلى، وإذا قال: ألم تفعل كذا؟ فتقول: بلى وإذا
= "معالم التنزيل" ١/ ١١٦ عن الحسن وأبي العالية. وانظر: "النكت والعيون" للماوردي ١/ ١٥٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ١٠٧. (١) ساقطة من (ت). (٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١١٦، وورد نحوه عن ابن عباس. انظر: "جامع البيان" للطبري ١/ ٣٨٣، "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ١٣٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٧١. (٣) مريم: ٨٧. (٤) في (ش): بعد. وهو خطأ.