{وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ} أي: بما سواه وبعده. كقوله تعالى:{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}(١) وقوله: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِك}(٢) أي: سواه. {وَهُوَ الْحَقُّ} يعني: القرآن. {مُصَدِّقًا} نصب على الحال. {لِمَا مَعَهُمْ} لهم يا محمد {فَلِمَ تَقْتُلُونَ} أي: قتلتم {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ} فَلِمَ: أصله: لِمَا، حُذفت (٣) الألف فرقًا بين الخبر والاستفهام، كقولهم: فَيمَ، وبِمَ، وممَّ، وعلامَ، وحتَّامَ (٤).
وهذا جواب لقولهم:{نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} فقال الله جلَّ وعز: {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} بالتوراة وقد نُهيتم فيها عن قتل الأنبياء.
* * *
(١) النساء: ٢٤. (٢) المؤمنون: ٧، والمعارج: ٣١. (٣) في (ج): فحذفت. (٤) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٢٢، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ١/ ٥٢، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ٥١٦.