وسليمان، عليهما السلام (من النساء)(١) يوبخهم بذلك، فأقرت اليهود لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه اجتمع عند سليمان ألف امرأة، ثلثمائة مهرية، وسبعمائة سرية، وعند داود -عليه السلام- مائة امرأة، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألف امرأة عند رجل، ومائة امرأة عند رجل أكثر، أو تسع نسوة؟ " وكان يومئذ تسع نسوة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسكتوا. (٢)
٥٥ - قال الله تعالى:{فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ}
يعني: بمحمد - صلى الله عليه وسلم -: عبد الله بن سلام وأصحابه، {وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} أعرض عنه، فلم يؤمن به، {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}: وقودًا.
قال السدي: الهاءان راجعان إلى إبراهيم -عليه السلام-؛ وذلك أنه زرع ذات سنة، وزرع الناس، فهلكت زروع الناس، وزكى زرع إبراهيم -عليه السلام-، فاحتاج إليه الناس، فكانوا يأتون إبراهيم، ويسألونه، فقال لهم: من آمن بي أعطيته، ومن أبى منعته (٣). فمنهم من آمن به؛ فأعطاه الزرع، ومنهم من أبى؛ فلم يعطه.
[١١٧٢] وأخبرنا ابن فنجويه (٤) قال: ثنا محمد بن حبش بن عمر
(١) ليست في (ت)، وهذا القول رواية عن السدي. (٢) أخرجها الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٤٠، ونسبه ابن الجوزي "زاد المسير" ٢/ ١١١ لابن عباس، من رواية أبي صالح عنه. وأخرج الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٦٤٤ عن محمد بن كعب أنه قال: بلغني أنه كان لسليمان ثلاثمائة امرأة، وسبعمائة سرية. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٨١. (٤) ثقة، صدوق، كثير الرواية للمناكير.