أجراه بعضهم على العموم، فقال: معناه: لا تحيط به الأبصار، بل تراه ولا تحيط به، كما نعرفه في الدنيا، ولا نحيط به، قال الله تعالى:{وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}(١) فكما نعرفه في الدنيا لا كالمعروفين، كذلك نراه في العقبي لا كالمرئيين.
قالوا: وقد يرى الشيء الشيء ولا يدركه، كما أخبر الله عز وجل عن قول (٢) أصحاب موسى له حين قرب منهم قوم فرعون: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}(٣) وكان قوم فرعون قد رأوا قوم موسى، ولم يدركوهم؛ لأن الله تعالى قد كان وعد نبيه موسى عليه السَّلام أنهم لا يدركون، بقوله:{لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى}(٤).