وأنزل فيه أيضًا:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} الآية (١).
وقال جويبر (٢)، عن الضحاك (٣)، عن ابن عباس في قوله {وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَه}: نزلت هذه الآية في نفر من قريش، قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ودخلوا في الإسلام، فأعطاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم انقلبوا إلى مكة مرتدين، ورجعوا إلى عبادة الأصنام، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية (٤).
{وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَه} أي: يفارق الرسول، ويعاده، وينصب له {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} يعني: من بعد ما وضح له أن محمدًا عبده ورسوله {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} أي: غير طريق المسلمين {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} أي: نكله إلى الأصنام يوم القيامة، وهي لا تملك لهم ضرًّا ولا نفعًا، ولا تنجيهم من عذاب الله، {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} بعبادة
(١) المائدة: ٣٨. (٢) الأزدي، ضعيف جدًّا. (٣) صدوق، كثير الإرسال. (٤) الحكم على الإسناد: فيه الأزدي ضعيف جدًّا. التخريج: ذكر هذا القول السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ٣٨٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ٣٨٥.