يعني: الذين أتعبوا أنفسهم في عمل يبغون به ربحًا وفضلًا، فنالوا به هلاكًا وعطبًا, ولم يدركوا ما طلبوا كالمشتري سلعة يرجو بها فضلًا وربحًا، فخاب رجاؤه وخسر بيعه.
فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: هم الرهبان والقسوس (١) الذين حبسوا أنفسهم في الصوامع (٢).
وقال سعد بن أبي وقَّاص، وعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: هم اليهود والنصارى (٣) نظيره: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤)} (٤).
وروى سفيان (٥)، عن سلمة بن كهيل (٦)،
(١) في (ب): والقسيسون. (٢) رواه عنه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٢. (٣) رواه عن سعد البُخَارِيّ كتاب التفسير، باب {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣)} (٤٧٢٨). ولم أجده منسوبًا لابن عباس - رضي الله عنهما -. (٤) الغاشية: ٣ - ٤. (٥) سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوريّ، كان إمامًا حجة ثِقَة عابدًا. (٦) سلمة بن كهيل بن حصين الحضرميّ، أبو يحيى الكُوفيّ. روى عن: جندب بن عبد الله البَجَليّ، وأبي الطفيل، وسعيد بن جبير، والشعبي. وعنه: ابنه يحيى، والأعمش، وشعبة، والثوري، وغيرهم. وكان رحمه الله إمامًا حافظًا ثِقَة، أخرج حديثه الجماعة، تُوفِّي سنة ١٢١ هـ. "تهذيب الكمال" للمزي ٣/ ٢٥، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٥/ ٢٩٨.