فقال موسى -عليه السلام- مفهماً لهم وملزماً للحجة عليهم {رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}.
٢٧ - {قَالَ}
فرعون {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} يتكلم بكلام لا نعقله ولا نعرف صحته.
٢٨ - فـ {قَالَ}
موسى {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}.
٢٩ - {قَالَ}
فرعون حين لزمته الحجة، وانقطع عن الجواب، تكبراً عن الحق وتمادياً في الغيّ {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} المحبوسين.
قال الكلبي: وكان سجنه أشد من القتل لأنه كان يأخذ الرجل إذا سجنه فيطرحه في مكان وحده فرداً لا يسمع ولا يبصر فيه شيئاً، يهوي به في الأرض (١).
٣٠ - {قَالَ}
فقال له موسى -عليه السلام- حين توعده بالسِّجن {أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ}
(١) نسبه إليه البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١١١. وبلا نسبة في "تفسير القرآن" للسمعاني ٤/ ٤٣.