قال مجاهد: تفاخر المسلمون واليهود، فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء، وفي الأرض المقدسة. وقال المسلمون: بل الكعبة أفضل (١)، فأنزل الله -عز وجل-: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ}(إلى قوله: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} وليس ذلك في بيت المقدس، {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}، وليس ذلك في بيت المقدس، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} وليس ذلك في بيت المقدس)(٢)(٣).
(وقرأ ابن السميفع: (وضَعَ) -بفتح الواو والضاد- يعني: وضعه الله (٤)) (٥).
(١) زاد في "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٦٤: فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -. (٢) ما بين القوسين متأخر في جميع النسخ، وحقه التقديم كما في "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٦٤. (٣) التخريج: ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١١٨، ١١٩)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٦٩، وابن الجوزي في "مثير الغرام" ١/ ٣٤٧ عن مجاهد نحوه، وإسناده: مرسل، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٤٧٠، والألوسي في "روح المعاني" ٣/ ٤ (٧) عن ابن جريج بلاغًا نحوه. (٤) في "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٦: عن عكرمة وابن السميفع، ومن غير نسبة في "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ١٤٣، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٤٤٦. وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١٦٢. (٥) ما بين القوسين جاء مدرجًا مع بيان سبب النزول في جميع النسخ، وحقه التأخير.