يعني: هذا الوعد والمد، {إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ} لتستبشروا به {وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ} أي: لتسكن قلوبكم به (١)، فلا تجزع من كثرة عدوكم وقلة عددكم، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}؛ لأن العز والحكم له، وهو {الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، فاستعينوا بالله وتوكلوا عليه، نظيرها في الأنفال (٢).
١٢٧ - ثم قال تعالى:{لِيَقْطَعَ طَرَفًا}
ونظم الآية: ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفًا، أي: لكي يهلك طائفة من الذين كفروا، نظيره (قوله تعالى)(٣){فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا}(٤)(٥)، أي: يهلك أصلهم، وفي الأنفال:{وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}(٦) وفي (الحجر)(٧): {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ}(٨).
وقال السدي: معناه: ليهدم ركنًا من أركان الشرك بالقتل والأسر،
(١) من (ن). (٢) قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} الآية ١٠. (٣) من (ن). (٤) في الأصل: (ليقطع)، وكذلك في (س)، والمثبت من (ن): (٥) الأنعام: ٤٥. (٦) من الآية: ٧. (٧) في الأصل: وفي الحج. والمثبت من (ن). (٨) من الآية: ٦٦.