قال الأخفش (١): قوله عز وجل: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} استثناء خارج من أول الكلام، يقول العرب: ما (٢) اشتكى شيئًا إلاّ خيرًا (٣)، قال الله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥)} (٤) لأن هذا الأذى لا يضرهم، ومعناه لكن أذى (٥).
{إِلَّا بِحَبْلٍ}، بعهد (٧){مِنَ اللَّهِ} يعني: إن أسلموا {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} محمَّد - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون يؤدون إليهم الخراج فيؤمنوهم، وفي
(١) سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط كان من أوسع الناس علمًا. وانظر: "نزهة الألباء" لابن الأنباري (ص ١٣٣). (٢) في الأصل: لا. والمثبت من (س)، (ن)، ولعلّه الصواب؛ لأن (ما) لنفي الحال. والعبارة كذلك. ينظر: "معاني الحروف" للرمانيّ (ص ٨٨)، "رصف المبانيّ" للمالقي (ص ٣٨٠). (٣) انظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٤٧٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٣٥٦، "التبيان" للعكبري ١/ ١٤٦. (٤) النبأ: ٢٤ - ٢٥. (٥) لم أجد قول الأخفش في "معاني القرآن"، وانظر: "معرض الإبريز" لعبد الكريم الأسعد ١/ ٢٩٧، "الفتوحات الإلهية" للجمل ١/ ٥٠٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٣٥٦. (٦) في الأصل: يؤمنون. والمثبت من (س)، (ن). (٧) من (ن).