وقال الحسن: هذِه الآية منسوخة بالآية التي تلتها: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} إلى قوله: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} فقاتلوا بمكّة فأصابهم الجوع والحصر (١).
وروى عبد الوهاب عن مجاهد {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} أي: وفي أصلابهم من يستغفر (٢). ثم قال:{وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} أي: وما يمنعهم من أن يُعذّبوا. وقيل:(أَنْ) زائدة (٣). {وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} المؤمنون أين (٤) كانوا وحيث كانوا {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
هو الصفير، يقال: مَكَا يمكو مَكْوا ومُكاءً. وقال عنترة:
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢٣٨ عنه، وفيه: فقوتلوا. بدلا من قوله: فقاتلوا. (٢) ذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ١٥١ عنه. قال الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢٣٨: وأولى هذِه الأقوال عندي في ذلك بالصواب، قول من قال تأويله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} يا محمد، وبين أظهرهم مقيم، حتى أخرجك من بين أظهرهم، لأني لا أهلك قرية وفيها نبيها {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} من ذنوبهم وكفرهم، ولكنهم لا يستغفرون من ذلك، بل هم مصرون عليه، فهم للعذاب مستحقون. . ثم قيل: (وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام) بمعنى: وما شأنهم، وما يمنعهم أن يعذبهم الله وهم لا يستغفرون الله من كفرهم فيؤمنوا به، وهم يصدون المؤمنين بالله ورسوله عن المسجد الحرام. (٣) انظر "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٦٣. (٤) من (ت).