وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى الغداة دخل على نسائه امرأة امرأة، وكان قد أُهديت لحفصة بنت عمر - رضي الله عنهما - عُكة (١) من عسل فكانت إذا دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُسلِّمًا حبسته وسقته منها، وأن عائشة - رضي الله عنها - أنكرت احتباسه عندها، فقالت لجويرية عندها حبشية يقال لها: حصيرة (٢): إذا دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حفصة فادخلي عليها، فانظري ماذا يصنع فأخبرتها الخبر، وشأن العسل، فغارت، وأرسلت إلى صواحبها، فأخبرتهن، وقالت: إذا دخل عليكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلن: إنا نجد منك ريح مغافير (٣) وهو صمغ العرفط (٤) كريه
(١) العكة: آنية السمن، أو القربة الصغيرة، وقيل: العكة: أصغر من القربة، وجمعها عكك، وعكاك. ويقال: في تعريفها أيضًا هي وعاء من جلود مستدير يختص بالسمن والعسل وهو بالسمن أخص. انظر "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٢٨٤ (عكك)، "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٣٠٥٩، "مختار الصحاح" للرازي (ص ١٨٨) (عكك). (٢) كذا، وأظنها تصحفت عن: خضرة، كما في كتب الصحابة. (٣) المغافير: شيء شبيه بالصمغ فيه حلاوة، ولكن رائحته ليست بطيبة. "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٣٤٨، "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٢٩٠٣. (٤) العرفط: هو شجر ينضج الصمغ المعروف بالمغافير، وقيل: هو شجر الطلح، وله صمغ كريه الرائحة، فإذا أكلته النحل حصل في عسلها من ريحه. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٢١٨ (عرفط)، "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٢٩٠٣.