{وَاعْمَلُوا} يعني داود وآله {صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(١).
١٢ - قوله تعالى:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ}
قراءة العامة بنصب الحاء، أي: وسخرنا لسليمان الريح.
وروى أبو بكر، والمفضل عن عاصم بالرفع على خبر حرف الصفة (٢).
{غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} قال أهل التفسير: يعني: غدوها إلى انتصاف النهار مسيرة شهر ورواحها من انتصاف النهار إلى الليل (مسيرة شهر)(٣)، فجعل سَيْرتَه في يوم واحد مسيرة شهرين (٤).
= صنع الحديد مضاعفا أسراده ... لينال طول العيش غير مروم انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٦٨. (١) قوله: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} أي: واعمل يا داود أنت وآلك بطاعة الله {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} أي: إني بما تعمل أنت وأئباعك ذو بصر لا يخفى على منه شيء، وأنا مجازيك وإياهم على جميع ذلك. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٦٨. (٢) قال الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٨: والصواب من القراءة في ذلك عندنا النصب لإجماع الحجة من القرّاء عليه. وهذا كقوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ}. لما ذكر الله تعالى ما أنعم به على داود عطف بذكر ما أعطى ابنه سليمان عليهما السلام من تسخير الريح، وحمل بساطه غدوها شهر ورواحها شهر {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} معطوف على معمول {سَخَّرْنَا} في قوله: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ} أي: وسخرنا لسليمان الريح، تطيعه وتجري إلى المحل الذي يأمرها به، وزاد بيان قدر سرعتها فقال: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}. (٣) سقطت من (م). (٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٩ عن قتادة.