وقال ابن كيسان: الهاء راجعة إلى الإنسان يعني أنَّه شاهد على نفسه بما يصنع (١).
٨ - {وَإِنَّهُ} يعني الإنسان (٢){لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي المال.
قال ابن زيد: سمى الله المال خيرًا وعسى أن يكون خبيثًا وحرامًا (٣)، ولكن النَّاس يعدونه خيرًا، فسماه الله خيرًا لأن النَّاس يعدونه (٤) خيرًا، وسمّى الجهاد سوءًا فقال:{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}(٥) أي قتال، وليس هو (٦) عند الله بسوء،
= "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٨٧، قال ابن القيم في "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٥٢): ويؤيده أنَّه أتى بعلي فقال: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧)} أي مُطلع علامٌ به كقوله تعالى: {ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} [يونس: ٤٦] , ولو أريد شهادة الإنسان لأتى بالباء فقيل: وإنه بذلك لشهيد كما قال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ} [التوبة: ١٧]. (١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٠٩ وهو قول الحسن وقتادة ومحمَّد بن كعب أَيضًا، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١٦٢، قال ابن القيم في "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٥٢): ويؤيده سياق الضمائر فإن قوله: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)} للإنسان فافتتح الخبر عن الإنسان، بكونه كنودًا ثم ثنَّاه بكونه شهيدًا على ذلك ثم ختمه بكونه بخيلًا بماله لحبه إياه. ورجحه الشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٤٨٣. (٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣/ ٢٧٩. (٣) حرامًا ساقطة من (ج). (٤) في (ب)، (ج): يسمونه. (٥) آل عمران: ١٧٤. (٦) من (ب)، (ج).