مُؤخَّرون (١){لِأَمْرِ اللَّهِ} ليقضي فيهم ما هو قاضٍ. وهم الثلاثة الذين خلفوا (٢)، لم يُوثِقوا أنفسهم بالسواري، ولم يُبالِغوا في التوبة والاعتذار كما فعل أبو لبابة - رضي الله عنه - وأصحابه، فوقفهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسين ليلة، ونهى الناس عن مكالمتهم ومخالطتهم، وأمر نساءهم باعتزالهم، حتى شَفَّهم (٣) القلق، ونَهِكَهُم الحزن، وضاقت عليهم الأرض برُحْبِها، وكانوا من أهل بدر {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فجعل أناس (٤) يقولون: هلكوا إذا لم ينزل لهم عذر، وجعل آخرون يقولون: عسى الله أن يغفر لهم، فصاروا مُرْجَئين لأمر الله؛ لا يدرون أيُعَذّبون أو يُرحَمون؟ حتى تاب الله تعالى عليهم بعد خمسين ليلة، ونزلت {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}.
= قلت: بل هو ضعيف، وقد تقدم الكلام على ضعف ابن لهيعة، وضعف رواية دراج عن أبي الهيثم. (١) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٦٩ وقال: يقال: أرجأتك؛ أي أخرتك، "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٢٥١، "غريب السجستاني" (ص ٤٢٥)، "معاني النيسابوري" ١/ ٣١٤. (٢) انظر "جامع البيان" للطبري ١١/ ٢١، "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٥٩)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٣/ ٤٩٧، "معاني النيسابوري" ١/ ٣١٤. (٣) شفَّه الحزن يشفه شفًا وشفوفًا: لذع قلبه، وقيل: أنحله. وشفّه الهم: أي هزله وأضمره حتى رقّ. انظر: "الصحاح" للجوهري ٤/ ١٣٨٢، "لسان العرب" لابن منظور (شفف). (٤) في (ت): الناس.