والثاني: على الرد على موضع الكرة وتوجيه الكرة في المعنى أي (١) لو أن لي أن أكرّ كقول الشاعر، أنشده الفراء:
فما لك منها غيرُ ذكرى وخشيةٍ ... وتسأل عن رُكبَانِها أين يَمَمُوا (٢)
ونصب تسأل عطفًا على موضع ذكرى، لأن معنى الكلام: فمالك منها إلَّا أن تذكر، ومنه قول الله -عزَّ وجلَّ- {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}(٣) عطف يرسلَ على موضع الوحي في قوله {إِلَّا وَحْيًا}.
قراءة العامة بفتح الكاف والتاءات، وقرأت عائشة بكسرها (٤) ردتها إلى النفس، وروي ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[٢٥٢٠] أخبرناه الحسين بن فنجويه (٥) رحمه الله قال: نا عمر بن
(١) في (م)، (أ): إلى. (٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٤٢٣، وعنده ما نصه: فما لك منها غير ذكري وحِسبةٍ ... والذي في "جامع البيان" للطبري ٢٤/ ٢٥، "روح المعاني" للألوسي ٢٤/ ١٨ فمالك منها غير ذكرى وحَسْرَةٍ ... ). قلت: وهو أولى بالصواب لظهور المعنى والعلم عند الله. (٣) الشورى: ٥١. (٤) "جامع البيان" للطبري ٢٤/ ٢١، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٥٣٩، "روح المعاني" للألوسي ٢٤/ ١٩. (٥) ثقه صدوق كثير رواية المناكير.