قرأ السلمي (١): بالياء (٢)، والباقون: بالتاء (٣). يعني: إن تصبكم أيها المؤمنون {حَسَنَةٌ} بظهوركم على عدوكم، وغنيمة تنالونها منهم، وتتابع من الناس في الدخول في دينكم، وخصب في معايشكم، {تَسُؤْهُمْ} تحزنهم {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ} مساءة؛ بإخفاق سرية لكم، أو إصابة عدو منكم، أو اختلاف يكون بينكم، أو جدب ونكبة، {يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا} على أذاهم، {وَتَتَّقُوا}، وتخافوا ربكم {لَا يَضُرُّكُمْ} لا ينقصكم {كَيْدُهُمْ شَيْئًا}(٤).
واختلف القراء فيه:
فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب:{لَا يَضُرُّكُمْ} بكسر الضاد خفيفة (٥) واختاره أبو حاتم (٦)، يقال: ضاره يضيره ضيرًا،
(١) عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي مقرئ الكوفة. (٢) في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٨٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٤٣، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٤٧٣ عن السلمي. (٣) في "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٤٣: قراءة الجمهور بالتاء. (٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٦٤، "كشف المشكلات" لأبي الحسن الأصبهاني ١/ ٢٤٧. (٥) في "الحجة" لابن زنجلة (ص ١٧١)، عن نافع وابن كثير وأبي عمرو. وانظر: "الحجة" للفارسي ٣/ ٧٤، "جامع البيان" للطبري ٤/ ٦٨، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٢٩٣. (٦) قال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٢٩٤: هي لغة فصيحة. وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٨٤.