قال مقاتل والكلبي: هذِه الآية منسوخة بآية الجهاد (١).
ثم أخبر أن التوفيق للإيمان به لا بغيره، وأن أحدًا لا يؤمن إلا بتوفيقه وهدايته، وذكر أن الكفار يسمعون القرآن وقول محمد - صلى الله عليه وسلم - وينظرون إليه، ويرون أعلامه وأدِلَّتَه على نبوته، فلا ينفعهم ذلك ولا يهتدون، لإرادة الله عزّ وجلَّ وعلمه فيهم، فقال عز من قائل:
بأبصارهم الظاهرة {أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ} وهذا تسلية من الله عزَّ وجلَّ لنبيه - صلى الله عليه وسلم - يقول: كما لا تقدر أن تُسمِع من سلبتُه السَّمع، ولا تقدر أن تخلق للأعمى بصرًا يهتدي به، فكذلك لا تقدر أن توفقهم للإيمان وقد حكمت عليهم أن لا يؤمنوا (٢).
(١) أسنده الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١١٩ عن ابن زيد. وذكره مكي في "الإيضاح" (ص ٣٢٣)، وعزاه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٣٤ لأبي صالح، عن ابن عباس. وأبطله في "نواسخ القرآن" (ص ٣٧٢) من ثلاثة أوجه. (٢) انظر "جامع البيان" للطبري ١١/ ١١٩.