يعني: القرآن {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ} يا محمد {إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}.
١٠٦ - {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ}
قرأ ابن عباس (١) -رضي الله عنهما-: (فرَّقناه) بالتشديد، قال: لأنه لم ينزل مرة واحدة، وإنما نزل نجومًا في (ثلاث و)(٢) عشرين سنة، وتصديقه قراءة أُبيّ بن كعب رضي الله عنه:(وقرانا فرَّقناه عليك)، وقرأ الباقون بالتخفيف، لقوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)} (٣).
قال ابن عباس (٤) -رضي الله عنهما-: فصلناه، وقال الحسن (٥): فرق الله به بين الحق والباطل، وقال الآخرون: بيناه {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} أي: تؤده وترسل في ثلاث وعشرين سنة {وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}.
أمر وعيد (٦) وتهديد {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ} أي: من قبل نزول القرآن و (خروج)(٧) محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهم مؤمنو أهل الكتاب {إِذَا يُتْلَى
(١) قال ابن خالويه: (فرَّقناه) أُبي وابن عباس ومجاهد -رضي الله عنه-. "مختصر في شواذ القرآن" (ص ٨١). (٢) من (م). (٣) الدخان: ٤. (٤) أسند إليه الطبري هذا المعنى في تفسير الآية في "جامع البيان" ١٥/ ١٧٨. (٥) كذلك أسند إليه الطبري هذا المعنى في المرجع نفسه. (٦) في (ز): توعيد. (٧) هكذا في النسخ، والأولى: بعث أو مبعث، كما في "معالم التنزيل" ٥/ ١٣٦.