نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلَّا من الطعن والضرب (١)، وطفقوا يقولون: اللهم إنَّا قد مُنِعْنا أن نَبَرَّك (٢).
ثم لما كانت سنة عشر حج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حجّة الوداع، وقفل إلى المدينة، ومكث بقية ذي الحجّة والمحرم وصفرًا وليالي من شهر ربيع الأول، حتَّى لحق بالله عز وجل.
٣ - قوله عز وجل:{وَأَذَانٌ}
عطف على قوله (براءة)(٣) "أي: إعلام، ومنه الأذان بالصلاة، يُقال: آذنته فأذن؛ أي: أعْلَمتُه فَعَلِم، وأصله من الأُذن؛ أي: أوقعته في أذنيه (٤).
(١) لم ترد هذِه الزيادة في شيء من روايات حديث محرر بن أبي هريرة، إنما أسندها الطبري ١٠/ ٦٥، وفي "التاريخ" له ٣/ ١٢٢ - ١٢٣ عن السدي .. من قوله. (٢) لم أجد هذِه الزيادة. (٣) انظر: "جامع البيان" ١٠/ ٦٧، "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ٤٢٩، "مشكل إعراب القرآن" لمكي ١/ ٣٢٢، "إعراب القرآن" للهمداني ٢/ ٤٤٤. وضعف الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ١٣٨ هذا الإعراب حيث قال: (وأذان): ارتفاعه كارتفاع (براءة) على الوجهين، ثم الجملة معطوفة على مثلها, ولا وجه لقول من قال: إنه معطوف على (براءة)، كما لا يقال: عمرو معطوف على زيد في قولك: زيد قائم وعمرو قاعد. ووافقه على هذا القول أبو البقاء العكبري في "إملاء ما منَّ به الرَّحْمَن" ٢/ ١١، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ٧، والسمين الحلبي في "الدر المصون" ٦/ ٦. (٤) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني ٧٠/ ٧١، "عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي ١/ ٧٨ - ٨١.