قال ابن عباس - رضي الله عنهما - (١): قال المؤمنون قبل أن يؤمروا بالقتال: لو نعلم أحب الأعمال إلى الله تعالى لسارَعنا إليها وعملناها، وأبذلنا (٢) فيها أموالنا وأنفسنا، فدلَّهم الله تعالى على أحب الأعمال إليه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)} (٣)، فبيَّن لهم فابتلوا يوم أحد بذلك، فولَّوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مدبرين، فأنزل الله -عز وجل- هذِه الآية (٤).
= التخريج: أخرجه الواحدي في "الوسيط" ٤/ ٢٩٠ من طريق أبي عمرو بن مطر بسنده عنه بنحوه. وانظر: "أنوار التنزيل" للبيضاوي ٥/ ٣٣٦، وأورده ابن حجر في "الكاف الشافِ" ٤/ ١٦٩، وعزاه للثعلبي وابن مردويه من حديث أُبي بن كعب - رضي الله عنه -. (١) في (م) نسبه للمقاتلان. (٢) في الأصل: أبزلنا، والمثبت من (م): وهو المعروف والصواب. (٣) الصف: ٤. (٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٥٣، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ٨٤ بنحوه، وأورده ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٣٥٤، ونسبه لمقاتل، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥٢٧ عنه وعن مجاهد، "أسباب =