قال ابن عباس - رضي الله عنهما - والسدي، والكلبي، والمسيِّب بن شريك: نزلت في عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، كان يتصدق وينفق في سبيل الخير فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سَرْحٍ: ما هذا الذي تصنع؟ يُوشك أن لا يبقى لك مالٌ، فقال عثمان - رضي الله عنه -: إنَّ لي ذنوبًا وخطايا وأنا أطلبُ بما أصنعُ رضاء الله تعالى وأرجو عفوه، فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا والله أتحمل عنك ذنوبك كلَّها، فأعطاه وأشهد الله على ذلك، وأمسك عثمان عن بعض ما كان يصنع من الصدقة والنفقة فأنزل الله -عز وجل-: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣)} يعني يوم أحد حين ترك المركز.
٣٤ - {وَأَعْطَى} يعني: صاحبه {قَلِيلًا وَأَكْدَى}
أي: قطع نفقته، فعاد عثمان - رضي الله عنه -: إلى أحسن ذلك وأجمله (٣).
وقال مجاهد، وابن زيد: نزلت في الوليد بن المغيرة، وكان قد
(١) ينظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١١١. (٢) القول ساقط من (ح). (٣) أورده الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٤١٦) بدون إسناد، ونسبه القرطبي للواحدي والثعلبي، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١١١، وعلق ابن عطية فقال: وذلك كله عندي باطل، وعثمان - رضي الله عنه - منزه عن مثله ٥/ ٢٠٥.