نزلت في طعمة بن أبيرق أيضًا، وذلك أنَّه لما نزل القرآن فيه، وعلم قومه أنَّه ظالم، خاف هو على نفسه من القطع والفضيحة هرب إلى مكة، فأنزل الله تعالى فيه:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} أي: يخالفه، {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} أي: التوحيد والحدود، {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} يقول: غير دين المؤمنين، دين أهل مكة عبادة الأوثان، {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} أي: نكله في الآخرة إلى ما تولى في الدنيا، {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، فلم يتب طعمة ولم يراجع
(١) في (ت): ما أبينها، وفي هامش (م): والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد. والبيت في "ديوانه" (ص ٣٠)، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٨. (٢) ساقطة من (م)، (ت). (٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١١/ ٣٣، ورجح الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٧٧ أن تجعل (من) في موضع خفض، ردًّا على قوله: {مِنْ نَجْوَاهُمْ}، فيكون المراد بالنجوى هنا جماعة المتناجين.